أصل الحكاية شاب عاطل عن العمل يشكو بعض الاختلالات النفسية ، قرّر أن يقوم بحملة تنظيف للمدينة التي تراكمت فيها الأوساخ بشكل رهيب في ظل غياب البلدية و المعتمد و أي سلطة محلية .. يبدأ عمله من الصباح الباكر حتى المساء دون أي مساعدة ، حتّى بدأ يثير اهتمام الناس ، و أصبح حديث الجميع ، شعر الأهالي بالخجل من شخص من ذوي الاحتياجات الخصوصية ينظف أوساخهم .. حز ذلك في أنفس بعض الشباب الغيور على المدينة ، فبدؤوا بحملة تنظيف عفوية سرعان مالتفّ الشباب حولها ، وكل يوم يرتفع عددهم وانخرط الأهالي بشكل انسيابي مع هذه الحركة اللطيفة ، فانتشرت حضائر التنظيف في كل الأحياء و أصبح الجميع يتنافس في تزيين المدينة وابتكار الأشكال الجمالية للتعبير عن هذه اللحمة بين الأهالي ودرجة الوعي التي تجذرت لدى الجميع .
هكذا أصبح هذا الشاب بطلا في أعين أهالي الرديف و رمزا للعطاء غير المحدود ، هكذا نشر هذا الشاب عدوى النظافة و تحمل المسؤولية ، هذا الشاب أخرج الطاقات الكامنة في الشباب ووجهوها لمصلحة مدينتهم .
الكل يشعر اليوم بالاعتزاز لهذه المدينة الفاضلة المناضلة الصامدة ، فرغم غياب كل مقومات الحياة الكريمة ، فإن هذه البلاد منجم للرجال أكثر من الفسفاط .
إن شاء الله هذه العدوى تصيب مدن أخرى
هذه التعاليق لا تعبر عن توجهات الموقع و إنما تعبر عن رأي صاحبها