شاركت في محادثات تشكيل حكومة علي العريض… واتذكر ان الرجل كان مصرا على وضع تاريخ لنهاية الحكومة تحديدا بنهاية سنة 2013… واشار الى ذلك في تصريحاته بعد تشكيل الحكومة… بعض المعارضة الهلامية والغارقة في الاحلام والتي تشتهي « انتصارات » حتى وهمية تدعي انها « اسقطت الترويكا والنهضة من الحكم » والبعض يعتبر ان ذلك تم بـ »فيانة »… الواقع الذي على هؤلاء الاستفاقة عليه هو التالي:
-استقالت الترويكا من الحكومة (وليس الحكم) عندما قررت ذلك ووفقا لرزنامتها ولأنها اعتبرت ان الاصرار على مواصلة التواجد في الحكومة سيكون مبررا لبعض المعارضة ان تتهرب من استحقاق انتخابات حقيقية وليست مرتبة…
-معارضة « الفيانة » كانت تشتهي وباقذع العبارات والشعارات الدموية (بما فيها تقسيم التونسيين الى اصحاب « دم اسود » و »دم احمر ».. و »وطنيين » و »ارهابيين » اي نفس المنطق الفاشي الذي نستمع اليه في مصر بعد الانقلاب) ان تحل منظومة 23 أكتوبر وخاصة المجلس الوطني التاسيسي… المجلس الان بقي وسيبقى المصدر الاصلي للسلطات حتى الانتخابات القادمة.. وبالمناسبة لمن لا يعرف بعد هو « الحكم » وليس اي شيء آخر… لم تكن هناك « فيانة » في المعارضة بل كان بعضها جلفا وفي النهاية فشل في شهوة الانقلاب على مسار الانتقال الديمقراطي
-الانتصار ليس انتصار اي حزب بل هو انتصار تونس على من شكك في قدرتها على المضي في مسار الانتقال الديمقراطي ومن اراد ان ينقلب عليه وينصب مدير امن سابق في الستينات رئيسا لمدى غير منظور بصلاحيات قيصرية مع تأجيل غير محدد للانتخابات
-علي العريض كان رجلا وطنيا… هل أخطأ؟ نعم احيانا… وسيأتي الوقت للتقييم الكامل لعمل حكومة الترويكا… لكنه كان وطنيا صادقا وفيا لتعهداته وبقي كذلك لاخر لحظة.. سنرى اذا كان الاخرون سيلتزمون بتعهداتهم
-أخيرا وليس اخرا: التواجد في الحكومة في الظروف الصعبة التي نمر بها محليا واقليميا منذ سنوات من الناحية الانتخابية السياسوية البحتة ورطة وليست امتيازا …
طارق الكحلاوي
هذه التعاليق لا تعبر عن توجهات الموقع و إنما تعبر عن رأي صاحبها