بلغني حوالي الساعة الثانية من صبيحة اليوم، الجمعة 11 جويلية 2014 الموافق ل13 رمضان 1435 هجري، خبر تأهب قوات الأمن للتدخل بالقوة من أجل فتح مصب قلالة بقرار من رئاسة الحكومة.
ونظرا لخطورة الامر وتداعياته الكارثية المحتملة اتصلت بالسيدين وزير الداخلية ووالي مدنين لمزيد التحري فأكدا الامر وحملاه لرئاسة الحكومة التي تعذر علي الاتصال بها رغم تكرار المحاولات.
حاولت أيضاً الاتصال برئاسة الجمهورية لتدارك الامر قبل فوات الأوان في إطار المساعي الصلحية وآفاق تتويجها بحل توافقي وسلمي يقي أبناء الجهة وأعوان قواتنا الأمنية مخاطر الاحتقان واللجوء الى العنف.
ليعلم رئيس الحكومة ان التوافق هو عنوان المرحلة وانه هو نفسه وحكومته نتاج له وان استعمال القوة، على شرعيته، يبقى آخر الوسائل لانفاذ القانون.
اذكره بالمناسبة انه واعتبارا لخصوصيات الوضع الانتقالي الهش، فإن اللجوء الى القوة المحضة يصبح مشكلا إضافيا لا حلا واقعيا خصوصا في مثل هذه الحالات التي تتوحد فيها الجماعة كلها ضد الدولة بعد ان يتكوّن لديها شعور عميق بالمظلومية والاحتقار واعتقاد راسخ بعدالة القضية ومشروعية المطلب.
تقديري ان جهود الوساطة والإقناع لم تستنفد بالقدر الكافي من طرف حكومة السيد مهدي جمعة وأملي أن يتم العدول او تأجيل التنفيذ، ليومين على الأقل، حتى تستكمل المساعي الحميدة وتهدئة الخواطر وإعلان خارطة طريق مقنعة وواضحة المعالم تضع حلا سلميا، عادلا، ناجحا وسريعا للمعضلة.
والله من وراء القصد
سليم بن حميدان،
هذه التعاليق لا تعبر عن توجهات الموقع و إنما تعبر عن رأي صاحبها