ماحدث هذه اللّيلة أثناء التّصويت على مقترح التّعديل للفصل 73 من الدّستور ، هو فعل نوعيّ بأتمّ معنى الكلمة ، وليس مجرّد إقصاء سياسيّ لشخص أو شخصين من أصحاب المصلحة ..
1 – تأثيره أوّلا سيكون بإزاحة كربتين من أتعس كرب هذه الثّورة : السبسي باعث الحياة في طيف الاستبداد البورقيبي والبنعلي ، وفرس الرّهان لدى كلّ قوى الرّدّة والنّكبة ، والهاشمي عنوان السّفاهة والاستحمار الشّعبويّ واللّعب على غرائز البائسين اليائسين .
2 – المفعول الثّاني سرعان ما سيظهر جليّا على مسار هذين الحزبين ، لأنّهما مثل كلّ أحزاب الوراثة والاستبداد ، قائمان على مجرّد شخص ، و بغيابه عن المشهد ينفرط العقد ويتداعى البناء كأنّه من رمل . نداء تونس ليس أكثر من تجمّع ذئاب حول أسد هرم كما قال يوما الصافي سعيد ، وبسقوط الأسد – واهب الغنيمة – تنفضّ الذّئاب ، أو تنخرط في صراع البقاء …
حزب الهاشمي كذلك ، هو مجرّد تجمّع انتهازي لثلّة من النواب الجياع حول بقرة حلوب …
الهاشمي الحامدي – من يضخّ – بكرم من حلاله وحرامه على أتباعه في أرض غير الأرض ، له هدف واحد لا بديل عنه : وهو وصوله إلى الرّئاسة ، حلم طفيليّ مجنون راود شخصا فهلويّا غرّته صورته المثبّتة طيلة 24 ساعة على قناته – الدّياريّ – فصدّق أنه نجم النّجوم ومعبود الجماهير … وإذا ما سقط خياره في الرّئاسة فلن ينفق بعدها ملّيما واحدا على فرقة » العرّاسة » الّتي تزيّن موكبه … بل أكاد أراهن من يراهن أنّه سيحلّ حُزَيْبَهُ ، ويسرّح موظّفيه ، و يرفس خالتي مبروكة رفسة حمار أرعن قرصته النّعرة حيث يسكن الشّيطان …
إسقاط هذا العار يليق بالثّورة ، فتحيّة لكلّ النّواب الّذين كسروا التوافق المفروض بالمسدّس في الدّماغ ، اليوم تكفّرون عن خيبات كثيرة ، دفعة واحدة ، وبمنتهى الأناقة و القيافة …
في علم الحروب مقولة حكيمة : لا تغلق على خصمك كلّ أبواب الهرب … اترك له منفذا تنجُ ..
الأغبياء لم يدرسوا هذه في أكاديميّة مبعوث العناية الإلاهيّة ، ولا ضمن دروس » السيدة علياء »
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبد اللطيف علوي – avec Dali Bejaoui, Mongi Guesmi, Hend
هذه التعاليق لا تعبر عن توجهات الموقع و إنما تعبر عن رأي صاحبها