تحالفات الحكم القادمة ، الرابحون و الخاسرون
لو شاركت النهضة في الحكم الذي يقوده الحزب الفائز المكون من خليط تجمعي يساري نفابي نخبوي ، فستفقد ما تبقى لها الطهرانية الثورية التي كان رصيدها الانتخابي ضعيفا لان الثورة عند الشعب هي الأمن و الاستقرار و تحسين شروط العيش ، و لكن في المقابل سيؤدي ذلك الى تسفيه الخطة التي أقام عليها نداء التجمع استراتيجيته الانتخابية اي الاستقطاب الحاد بين الحداثيين الأخيار و الأخوانيين الأشرار الذي اقتضي تجييش الخائفين للانتخاب وفق آلية التصويت المفيد ، سيؤدي ذلك الى إحداث بلبلة و إرباك داخل هذا الحزب ، ستكون النهضة الرابح الاول من وجودها من جديد شريكة في الحكم تتقاسم أعباءه مع غيرها مشاركة في صنع القرار و السياسات مستفيدة من تطبيع وضعها مع الواقع و تبديد الشيطنة و التشويه الذي لحقها ، ستنجح معهم او تفشل معهم ، تتقاسم معهم النجاح و الفشل
و إن وجدت نفسها في المعارضة و اختارت المعارضة النقدية البناءة فستكون قوة تعديلية بين الأحزاب التي خسرت المعركة و أطراف الحكم ، سيرفع عنها ذلك العزلة و يعزز لديها طهرانية المعارضة و هامش المناورة ،و سيمكنها من التحرّر من أعباء الحكم و التفرغ لترتيب بيتها الداخلي
في المقابل دخول نداء التجمع بدون النهضة سيخسره طرفا له رصيد شعبي مهم و شرعية معنوية يمكن ان يستفيد منها لتعويم من صورة التجمع العائد من جديد و تخفيف احتقان من استشعروا انتصار الثورة المضادة على ثورة الشعب ، سيدخل الحزب الفائز منفردا مهما كان شكل الحكم و سيكون عاجزا عن تحمل الكلفة السياسية و الأخلاقية لتعثرات الأكراه الاجتماعي و الاقتصادي الذي انتخب من أجله في مقابل الفاشلين ،
لن يسعفه اليسار الجبهوي الذي سيخسر الكثير من طهرانيته الثورية التي استعادها بعد تحالفات الموائد الدسمة ،
مختصر التحليل أن أكبر الرابحين هم من وجدوا أنفسهم لا في السلطة و لا في المعارضة أو بتعبير أدقّ في السلطة و في المعارضة في نفس الوقت …
هذه التعاليق لا تعبر عن توجهات الموقع و إنما تعبر عن رأي صاحبها